کد مطلب:145514
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:283
شجاعة مسلم
فبعث معه عبیدالله بن عباس السلمی فی سبعین رجلا من قیس، حتی أتوا الدار التی فیها مسلم بن عقیل رحمه الله، فلما سمع وقع حوافر الخیل و أصوات الرجال علم أنه قد اتی، فخرج الیهم بسیفه، و اقتحموا علیه الدار، فشد علیهم یضربهم بسیفه حتی أخرجهم من الدار.
ثم عادوا الیه فشد علیهم كذلك، فاختلف هو و بكر بن حمران الأحمری بضربتین، فضرب بكر فم مسلم علیه السلام فقطع شفته العلیا، و أسرع السیف فی السفلی، و فصلت له ثنیتاه، و ضرب مسلم علیه السلام رأسه ضربة منكرة و ثناه بأخری
علی حبل العاتق، و كادت تطلع الی جوفه.
فلما رأوا ذلك أشرفوا علیه من فوق البیت، و أخذوا یرمونه بالحجارة و یلهبون النار فی أظنان القصب ثم یرمونها علیه من فوق البیت، فلما رأی ذلك خرج علیهم مصلتا بسیفه بالسكة [1] .
فی «البحار» قال الملجسی رحمه الله: روی فی بعض كتب المناقب، عن علی بن أحمد [العاصمی، عن اسماعیل بن أحمد البیهقی، عن والده، عن أبی الحسین بن بشران، عن أبی عمرو بن السماك، عن حنبل] بن اسحاق، عن الحمیدی، عن سفیان بن عینیة، عن عمرو بن دینار قال:
أرسل الحسین علیه السلام لمسلم بن عقیل علیه السلام الی الكوفة، و كان مثل الأسد.
قال عمرو و غیره: لقد كان من قوته أنه یأخذ الرجل بیده، فیرمی به فوق البیت [2] .
و فی «البحار» عن ابن شهر آشوب: فحمل مسلم علیه السلام علیهم و هو یقول:
هو الموت فاصنع ویك ما أنت صانع
فأنت بكأس الموت لا شك جارع
فصبر الأمر الله جل جلاله
فحكم قضاء الله فی الخلق ذائع
فقتل منهم أحدا و أربعین رجلا [3] .
و فی «المنتخب»: فقتل منهم خلقا كثیرا: فلما نظر ابن الأشعث الی ذلك أنفذ الی ابن زیاد لعنه الله یستمده بالخیل و الرجال.
فأنفذ الیه ابن زیاد لعنه الله یقول: ثكلتك امك! رجل واحد یقتل منكم هذه
المقتلة العظیمة؟ فیكف لو أرسلتك الی من هو أشد منه قوة و بأسا؟ یعنی الحسین علیه السلام.
فبعث بالجواب: عساك أرسلتنی الی بقال من بقا قیل الكوفة؟ أو الی جرمقانی من جرامقة الحیرة؟ و انما أرسلتنی الی سیف من أسیاف محمد بن عبدالله صلی الله علیه و آله و سلم [4] .
و فی «البحار»: عن ابن شهر آشوب: أو لم تعلم أیها الأمیر! أنك بعثتنی الی أسد ضرغام، و سیف حسام [5] فی كف بطل همام [6] ، من آل خیر الأنام [7] .
رجعنا الی روایة «المنتخب»: فلما بلغ ذلك ابن زیاد لعنه الله امده بالعسكر الكثیر، فلما رآی مسلم علیه السلام ذلك رجع الی الدار، و تهیأ و حمل علیهم حتی قتل كثیرا منهم، و صار جلده كالقنفذ من كثرة النبل.
فبعث ابن الأشعث الی ابن زیاد یستمده بالخیل و الرجال، فأرسل الیه بذلك، و قال لهم: ویلكم؟ أعطوه الأمان، و الا أفناكم عن آخركم [8] .
قال المفید رحمه الله: فقال محمد بن الأشعث: لك الأمان، لا تقتل نفسك، و هو یقاتلهم و یقول:
أقسمت لا اقتل الا حرا
و ان رأیت الموت شیئا نكرا
و یخلط البارد سخنا مرا
رد شعاع الشمس فاستقرا
كل امری یوما ملاق شرا
أخاف أن اكذب أو اغرا
فقال محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تغر، و لا تخدع، ان القوم بنو عمك، لیسوا بقاتلیك، و لا ضائریك، و كان قد اثخن بالجراحة [9] و عجز عن القتال فانبهر [10] و أسند ظهره الی جنب تلك الدار.
فأعاد ابن الأشعث علیه القول: لك الأمان.
فقال: آمن أنا؟
قال: نعم.
فقال للقوم الذی معه: ألی الأمان؟
قال القوم له: نعم، الا عبیدالله بن عباس السلمی، فانه قال: لا ناقة لی فی هذا و لا جمل، ثم تنحی.
فقال مسلم علیه السلام: أما لو لم تؤمنونی ما وضعت یدی فی أیدیكم [11] .
و فی «المنتخب» قال لهم: لا أمان لكم یا أعداء الله و أعداء رسوله!
ثم انهم احتالوا علیه و حفروا له حفیرة عمیقة و أخفوا رأسها بالدخل و التراب، ثم انطردوا بین یدیه، فوقع فیها، و أحاطوا به، فضربه ابن الأشعث علی محاسن وجهه، فأوثقوه أسیرا [12] .
[1] الارشاد: 58 - 56 / 2، البحار: 352 - 347 / 44، مع اختلاف يسير في الألفاظ.
[2] البحار: 354 / 44.
[3] البحار: 354 / 44.
[4] المنتخب: 416.
[5] حسام - كغراب -: السيف القاطع: «منه رحمه الله».
[6] همام - كغراب -: الملك العظيم الهمة و السيد الشجاع، «منه رحمه الله».
[7] المناقب: 93 / 4، عنه البحار: 354 / 44.
[8] المنتخب: 416.
[9] في الارشاد و البحار: الحجارة.
[10] انبهر أي: انقطع نفسه من شدة السعي و القتال، و في البحار: فانتهز.
[11] الارشاد: 2 / 85 و 59، البحار: 352 / 44.
[12] المنتخب: 416.